نسّاخ عمانيون: له آثار علمية - عبدالله الربخي .. فقيه وشاعر من ولاية بهلا عاش في القرن (11هـ)
لغزارة الإنتاج الفكري العماني ظهر النساخون العمانيون ليتولوا أمر الكتابة، سواء كان ذلك نقلا عن المؤلفين، أو بإملاء العلماء لهم، أو نسخا لكتب قديمة، أو أنهم كعلماء نسخوا لأنفسهم.
وتميز النسّاخ العمانيون بأنهم على قدر من الثقافة وجودة الخط فقد أعملوا جهدهم وتفننوا في الخطوط وفي تمييز بعض الكتابات والكتب بألوان معينة ونقوش وتقسيمات، ومع وجود النساخين كان للعلماء المؤلفين باع كبير في نسخ الكتب لأنفسهم دون الحاجة إلى نساخ خاص.
حلقاتنا في ملحق (روضة الصائم) لهذا العام اخترناها لقارئنا الكريم أن تكون عن (النسّاخ العمانيين) ليتعرف على الدور الكبير والجهد الحثيث الذي قام به الأجداد لنقل إرثهم وإنتاجهم الفكري عبر القرون الماضية لتستفيد منه الأجيال جيلا بعد جيل.
ولقد كان لـ«المديرية العامة للآداب- دائرة المخطوطات» بوزارة التراث والثقافة تعاون كبير في هذا الجانب حيث زودتنا بالمخطوطات التي حملت خطوطهم الفريدة كما استعنا بـ(معجم الفقهاء والمتكلمين الإباضية-قسم المشرق) عن سير هؤلاء النسّاخ.. فكانت هذه السلسلة من الحلقات.
عبدالله بن مبارك بن عمر بن هلال الربخي (حي: 1042هـ/1632م)، فقيه وشاعر، عاش في القرن الحادي عشر الهجري من ولاية بهلا أدرك بعض علماء آخر القرن العاشر الهجري درس عند الشيخ أحمد بن مداد.
وقد نسخ بيده عددًا من الكتب منها جزء من منهج الطالبين، والربخي من الفقهاء المشهورين في زمانه.
من آثاره العلمية: قصائد وأراجيز كثيرة في الأديان والأحكام، وأبيات شعرية متنوعة في أصول الدين والفلك، وقصائد في المدح.
ومن المخطوط الذي نسخه ننقل ما كتبه في آخره «تم الجزء المبارك من بيان الشرع الجامع من العلم للأصل والفرع والحمد لله أولا وله ظاهرا وباطنا صباح الثلاثاء وثلاث وعشر من الشهر المعظم المكرم رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. اللهم تقبل منه صيامه واغفر لنا (.....) وآثامنا وارزقنا بركة ليلة قدره المقدرة المباركة المسفرة وادخلنا في دعاء عبادة الصالحين واجعلنا بحرمتها من التائبين الآيبين. واهدنا صراطك المستقيم واغفر ذنوبنا إنك الغفور الرحيم. وكانت تمامه على يدي الغني بالله الفقير الى الله التائب من جميع ذنوبه إلى الله الراغب فيما لديه المحتاج لرحمة الله وغفرانه عبد الله بن مبارك بن هلال بن عبدالله...........»